ظمران
مرحبا بك في مدونتنا المتواضعة والتي تأمل بتطويرها بتواجدكم واثرائكم لها بالمواضيع المتميزة والتي تخص القبيطة بشكل عام
ظمران
مرحبا بك في مدونتنا المتواضعة والتي تأمل بتطويرها بتواجدكم واثرائكم لها بالمواضيع المتميزة والتي تخص القبيطة بشكل عام

ظمران

ثقافي . اجتماعي . اعلاني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
للتواصل معنا على الــرقم 730486635---او على البريد الالكتروني anindhamrann@gmail.com.... anin_dhamran@hotmail.com نصر ظمـران
ahlamontada ahlamontada
ahlamontada ahlamontada
ahlamontada ahlamontada
ahlamontada ahlamontada
ahlamontada ahlamontada
ahlamontada ahlamontada


 

 عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


العمر : 46
تاريخ التسجيل : 28/01/2011
الموقع : https://dhamran.yoo7.com
عدد المساهمات : 261

عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي Empty
مُساهمةموضوع: عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي   عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 03, 2012 10:02 am

لم تبق أمامي سوى وريقات قليلة من " القات " وبعد قليل سأنتهي. وهذه المعلونة قد أقفلت علي الباب وذهبت بعد
أن تركتني بجانب ابنها المصفر الملفوف.


في خرق بالية قذرة. إنه ينظر إلي باستغراب وربما بخوف. كم مرة صرخت في وجهه .. في آخر الزمن أصبح مربياً لطفل لا أعرفه؟ إنها غريبة هذه المرأة. كيف تترك ابنها وحيداً مع رجل غريب تراه لأول مرة؟ قد يحدث؟ ليس مستغرباً هذا في عالمنا
رحت أحملق في جدران الغرفة السوداء وقد بدأ الظلام يهبط على " تعز " كم أنت جميلة يا تعز . كل يوم في




مثل هذا الوقت أكون قد تركت " المقيل " وذهبت إلى خارج المدينة حيث تنبسط المقابر إلى ما لا نهاية خارج أبوابها ويمتد طريق المطار كثعبان أسطوري ..

لكني اليوم سجين غرفة رطبة .. سوداء الجدران، يتساقط فوق رأسي التراب كلما مرت حشرة بين أخشاب السقف وربما ثعبان ... كم أكره الثعابين...لماذا تصرخ يا طفلي المسكين؟ لقد انتهى اللبن الذي تركته


لك أمك منذ ساعات. ألا تتركني لأحزاني؟...
أنفذت دخان سجارتي في صمت ومضغت البقية من أوراق " القات ". اسمع يا طفلي: نحن في غرفة واحدة لا يعرف أحدنا الآخر؛ لست أدري حتى ما أسمك؟ وكم عمرك.. لعلك في الشهر السابع أليس كذلك؟
ما أجمل ابتسامتك وما أشد اصفرار وجهك الصغير.. أأنت مريض؟ كان والدي يريدني أن أصبح طبيباً يوماً ما. يقولون أن الطبيب يغتني بسرعة في بلادنا .. طبعاً مرضى كثيرون وأطباء بعدد أصابع اليد ... ألا ترى يا صغيري أي صدفة عمياء جمعتنا .. كم هي جميلة عيونك السوداء .. امرح أقتل الأمراض بابتسامتك .. وسأقص عليك يا صغيري لماذا أنا هنا؟ أعذرني سأمتص سجارتي حتى النهاية وأوراق القات تكاد تنتهي وأنا أنظر إلى الشباك الصغير المعلق بقرب السقف حيث يسبح في السماء السوداء قمر " تعز الحزين بالقرب من قمة " صبر ". إنه مصباح كبير يا صغيري ستراه عندما تكبر معلقاً على صبر وربما لن تكبر. ربما لن ترى صبر .. لا أن كل أطفالنا في ضخامة صبر . أليس كذلك يا صغيري المصفر الوجه؟ أنني لا أستطيع أن أقول لك لماذا أنا هنا؟ لماذا أضايقك في أحزانك وآلامك .. إنك صغير وعندما تكبر ستلعنني في أعماقك .. ستقول أي رجل تافه مر ذات يوم بحياتي.
اسمع: لقد أتيت هنا لأرتكب جريمة صغيرة .. أتعرف " سعدية " الفتاة السمراء التي تشبه البن؟ أنها تسكن بالقرب منكم في المنزل المجاور. نعم إنها تأتي دائماً إلى والدتك. لقد كان معي معها موعد، أن نلتقي اليوم هنا بجانبك، فعندما دخلت قبل ساعات لم ألق عليك أي اهتمام. كنت مجرد خرق بالية وجسم أصفر نحيل، وعينين معذبتين.
إنها لم تأت: فقد مرت من أمام الباب بسرعة وهي تعتذر لي بعيونها .. لماذا؟ لأن هذا " العكفى " السخيف الذي يسكن بجواركم قد قرر اليوم أن يتكئ ويمضغ قاته بالقرب من باب بيته .. إنها لا تستطيع الدخول فسوف يراها ويثير ضجة نحن في غنى عنها .. يا صغيري .. إنه وهو في " مقيله " أمام باب المنزل ينظر إلى " سعدية " وعيونه اتهام .. كانت زوجته تنام مع رجل آخر ... لقد أخرجته من المنزل وفرشت له على الباب حيث أحضرت له " المداعه والقات " وذهبت ...
ألا تسمع صوتها في الغرفة المجاورة وهي تفح كأفعى في أحضان رجل آخر. من أين أعرف؟ لا تتهمني بالكذب يا صغيري: إنني لا أستطيع تحمل نظراتك. لقد حضرنا سويا يا صغيري وجلس هنا بجانبي قليلاً ثم خرج إلى الغرفة المجاورة حيث انتظرته زوجة العكفى التي تخترق عيونها الشابة جدار السماء بسحرها.
إنني دائماً تعس في هذه الأشياء .. والعكفى لا يزال يرمق باب غرفتنا .. لقد أقفلت والدتك الباب .. وذهبت لتوهمه أن لا أحد هنا. نعم لا أحد سوانا .. وصوت فحيح زوجته الشابة.
القمر الحزين يعانق قمة صبر، والنجوم تتلألأ كمصابيح زرق. وتعز تستقبل ليلها الحزين كعادتها . و " العقبة " وقد أضيئت بالكهرباء تشبه عقداً من اللؤلؤ على صدر حسناء. وسعدية قد ذهبت إلى السوق. وقد لا تعود إلا في المساء .. لعلها مع رجل آخر .. من يعرف؟
أرأيت كم أنا تافه؟ لماذا تسألني عيناك كل هذه الأسئلة؟ . إنني لا أستطيع أن أجيب عليها دفعة واحدة؛ ثم أنني قد أنهيت أوراق القات. لو أتت والدتك فقط لتركتها تشتري لي أوراقاً أخرى.
الغرفة مظلمة. دفعتني إلى إشعال عود ثقاب مفتشاً عن – الدبه – كم هو كريه جو هذه الغربة .. فالجدران سوداء والسقف قد نسجت عليه بيوت العناكب وفي الزاوية أحطاب وفرن صغير . " موفى " إن والدتك فيما أرى خبازة تبيع الخبز للناس في السوق.
نعم إنني أتذكرها تجلس أمام " باب موسى " عند السور القديم بجانب الجمرك. لقد رأيتها مرات.. ولكني لم أفكر فيها مطلقاً .. إنها امرأة شابة وجميلة .. يا لي من مغفل . ولكن أين والدك؟ ألا تعرف؟ ولا أنا أيضاً لا أعرف؟. شيء سخيف أن أظل مقيداً هنا حتى الصباح! لقد تركت الدكان مقفلاً .. إنني أعرف أن لا أحد سيأتي لشراء شيء فالحياة بمجموعها تافهة .. فما بالك بالبيع والشراء ؟ آلاف العيون تراها تحملق فيك وهي تمر بالشارع دونما جدوى.. تحملق وتمضي تبحث عن اللاشيء.
أعذرني يا صغيري .. ألم تر مرة تعز؟. لقد رأيتها، حملت أمك إلى شوارعها .. ألست موافقاً معي أن تعز أجمل مدن عالمنا .. وجبل صبر وهو ملتفع " بجبته " السحابية وقت العصر وهو يحملق في تعز بجنان أب جبار؟ تعز رائعة.. نعم لقد ولدت فيها وأنت أيضاً؛ إنها مدينتنا.. عندما تكبر سأكون قد شخت لكن مدينتنا ستكون شابة.. هناك في أحضان " صبر " ستبنى أجمال منازل الدنيا و " قلعة القاهرة " مكان ممتاز لبناء فندق عالمي. دعنا نحلم بالمستقبل، بالأضواء تصنعها شموس كهربائية .. أليست أفضل من هذه " الدبة " الصفراء التي تشبه وجهك الصغير .
لم تأت والدتك بعد.. إنني أفكر فيها .. إنها حسناء . لا زلت أسمع فحيح المرأة الشابة .. وصوت المداع يشد أنفاس العكفى الذي علق على صورة لوحة نحاسية .. كتب عليها : " حرس شريف " يا إلهي! أي حرس وأي شريف! . وامرأته تخونه عبر الجدار وفمه المحشو بالقات وينفخ دخان " المداعة " قد أصبح خالياً من الأسنان .. إن منظره بشع تماماً مثل هذه الغرفة .. الماء قد انسكب من الجرة هناك بجانب الباب .. والفرن وقد غطاه الرماد والحطب حيث تزحف في داخله – زواحف مخيفة .. وملابس أمك المعلقة تماماً فوق رأسي . إنني أشم رائحة المرأة .. يالي من أحمق! لماذا لا أغادر هذا الجحيم؟
صوت الباب يفتح.. لقد أقبلت: سأحدثها. سأقول لها أن تبقى معي .. إن وجهها الأبيض وهي تخطو من الباب يثيرني وفحيح المرأة الشابة – وصوت قبلات صديقي – اسمعي يا صديقتي: ألا قفلت الباب لنبقى هنا معاً .. لماذا؟ ألا تعرفين؟ لا أريد سعدية، دعيها تذهب إلى الجحيم، أنا محتاج لامرأة .. هل تفهمين ؟ إلى أين أنت ذاهبة؟ لا أحد هناك فقد أظلمت الدنيا .. والقمر قد اختفى .. وصغيرك المسكين قد نام منذ ساعات .. لم يبق سوانا .. وأنا والحيوان الذي يصرخ في داخلي. ستغتسلين ! إذن أحضري لي قليلاً من القات وعودي بسرعة.
لعنة الله عليك .. إنها جميلة: لماذا لم أرها من قبل ؟ يا لي من أحمق .. ألا تزال نائماً يا طفلي اليتيم؟ ذلك خير لك من أن ترى وحشاً بجانبك.
اللعنة على هذا الصمت وهذه العفونة .. " الدبة " ذابلة وهي ترسل ضوءها الشاحب كالحياة في شوارع تعز. إن صوت " المداعة " قد اختفى. لعله قد عاد إلى غرفته. هل عادت زوجتك الحسناء أيها " الحارس الشريف "؟ كم أن يقظ .. إنها جميلة زوجتك: أهنئك عليها. أنها في جمال بلادنا، أما أنت أيها الحيوان، فحارس شريف.
الباب يفتح من جديد. دعيني أزيح ابنك من هذا المكان إنني لا أستطيع البقاء بجانبه .. خذيه .. نعم أعطيه لجارتك واقفلي الباب.
لماذا تطفئين " الدبة "؟ كم أنت دافئة ... دافئة.
إنني أحمق .. أين كنت كل هذا الوقت؟
لماذا لم أرها من قبل؟ ولماذا أبحث عن سعدية؟
الليل يهبط فوق تعز .. والقمر الحزين قد غطت وجهه السحب، وصبر تلفع بالضباب . والحيوان داخلي يموت... يموت..يموت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dhamran.yoo7.com
انين79
Admin
Admin



العمر : 41
تاريخ التسجيل : 07/02/2011
عدد المساهمات : 42

عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي Empty
مُساهمةموضوع: رد: عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي   عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2012 7:03 am

تسللللللم اخي ادمن على الاهتمام بهذا الكاتب والاديب الكبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عنــــــــــــد امــــرأة للقاص المذهل // محمــــــــد عبد الولي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ظمران :: ظمران الشعروالأدب :: النثر والقصة :: الاديب محمد عبدالولي-
انتقل الى: