محمد ملهي علي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بقلم الأستاذ عبدالحكيم ردمان

الحديث عن الحزن وغصة النفس ،يحتاج الى الكثير من الشجاعة ، فالغالب في مثل فواجع الموت وفقدان الأحبة أن يظل الحزن يرسوا في الأعماق ،فيكون الصمت أبلغ تعبير وأقوى رسالة للحزن حتى من العبرات التي تنسكب من الماّقي ، لأن البكاء والصراخ ليس هو الحزن نفسه ..لكنه صوت للحزن.

بعد عامين وأيام قلائل ها أنا ذا أحاول أن ازحزح صخرة الحزن الملقاة على صدري وصدور اخرين من أبناء مديرية القبيطة لأقول شيئا ولو يسير في حق قامة وطنية جليلة طالما نهل من نبعها الصافي ،أبناء مسقط رأسه وزملائه وكثيرين من رفقاء العمل الفدائي ، أبهى وانصع معاني التربية الوطنية والقومية والمبادئ السامية في الحرية والعدالة وكرامة بني الانسان والتحرر والتمرد على الاستبداد وصنوف القهر.

إنه الوالد محمد ملهي علي ،المناضل والمثقف الانسان والفدائي الذي لم يستسلم لمغريات العمل في عدد من الشركات البريطانية التي تنقل للعمل فيها في عدن ، فاّثر على نفسه ووطنه الانضمام الى اخوانه والانخراط في صفوف العمل الفدائي لإجبار المحتل البريطاني الغاصب على الرحيل من جنوب الوطن ، وتحت ضربات الفدائيين في الجبهات المختلفة والدعم السياسي للزعيم جمال عبد الناصر كما جاء في خطابه الشهير بمدينة تعز" بان على بريطانيا ان تأخذ عصاها على كاهلها وترحل من عدن" تحقق الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر67.

وبعد أن أدى فقيدنا الكبير دوره الفدائي في عدن انتقل للعمل والكفاح في تعز وصنعاء وبينهما الاغتراب لفتره في ابوظبي قبل ان يعودالى مسقط راسه في قريه السخب احدى قرى الاكروب مديريه القبيطه وخلال كل هذه السنوات كان للمرحوم مشوارا اّخر من عطائه الوطني في إلهام ودعم عشرات الشباب في الانخراط بالتعليم وتربية الاجيال وتشجيعهم على الاهتمام بالعلم فكان ان نبغ كثيرين، ثمرة جهوده، وفيهم أعلام في المديرية وفي عواصم المدن والخارج وقيادات سياسية وادارية في الدولة.

وتصدر الفقيد العمل التعاوني ومثلت فترة الشهيد ابراهيم الحمدي افضل سنوات عطاء الفقيد ،وكان خلال تلك الفترة قريبا من الشهيد عبدالسلام مقبل ،ويعود الفضل له في استكمال شق طريق الراهدة ـ القبيطة نظرا لموقفه الشجاع أثناء توقف شق الطريق نتيجة خلافات حول مسارها ورفض المسار المحدد بحجة ان هناك منزلق خطر من المستحيل تجاوزه فاعتلى مكان سائق "التراكتور" وغامر بتجاوز المنزلق وسط ذهول واعجاب وهتافات الحاضرين من ابناء المديرية.

اليوم واليوم فقط اجد في نفسي مسيس حاجة على سرد السيرة العطرة لفقيدنا وذكر مناقبه ومآثره الطيبة وفاءا وعرفانا له منها أنه كان موسوعة متكاملة في الثقافة والسياسة والأدب ومتذوقا للشعر وله اسهامات ادبية متميزة تعكس ثقافته وسعة اطلاعه ، وكانت مكتبته الزاخرة بمؤلفات الصحفي محمد حسنين هيكل ومختلف الكتب الاخرى مرجعا لكل شباب القبيطة الراغب في الاطلاع والثقافة كما تميز بحفظ معظم خطب الزعيم جمال عبدالناصر وقصائد الشاعر نزار قباني.

وعرف ايضا عن الفقيد الانضباط ودقة المواعيد والنشاط الدائم في خدمة ابناء قريته ومما رواه احد انجاله أن والده لم يعرف الكسل يوما وكان سباقا لأعمال الخير بشتى انواعه وغالبا ما يتقدم شباب القرية لإصلاح الطريق اذا تعرضت للأضرار بفعل الامطار ،فضلا عن دوره في احياء العمل التعاوني ودوره المحوري في تأسيس جمعية "القبيطة واليوسفيين" في عدن في خمسينيات القرن الماضي واسهامه في اعادة تفعيل الجمعية بعد الوحدة المباركة.

وفي الاخير ما اعتبرناها مناقب ليست الا اليسير من سيرة حياة حافلة بالعطاء والتضحية تربو على الخامسه السبعين عاما الى ان اختطفه القدر في 14أكتوبر 2010م بعد صراع مع مرض الشلل الرعاش وعزاؤنا انه اشرف على تربية اجيال تنهل من افكاره مسلحة بكل معاني الحب والانتماء للوطن، وذرية صالحة من الابناء والبنات جميعهم كفاءات ادارية وعلمية وشخصيات ناجحة، وكما رحل عنا جسدا سيظل الوالد محمد ملهي رحمه الله خالدا في قلوب محبيه وستظل بصماته نبراسا في الذاكرة .

رحمك الله ايها المناضل الأنسان واسكنك فسيح الجنان مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .وانا لله وانا اليه راجعون

في الأحد 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2012

تاريخ التسجيل : 08/08/2011 عدد المساهمات : 30

تسلم يدك يانصر
منتظرين المزيد

» هدى محمد سعد القباطي
» صفوت محمد أمين قائد.
» عبدالسلام محمد مقبل القباطي
» الشهيد عبد السلام محمد مقبل
» مراد محمد سالم مقبل